يوافق التاسع من مايو/آيار من كل عام “يوم أوروبا”، وهو يوم إعلان شومان عام 1950 والذي تم بموجبه اقتراح إنشاء سوق أوروبية مشتركة للفحم والصلب، وهي السوق التي مثلت حجر الأساس التي قام عليها الاتحاد الأوروبي لاحقاً.
ما هي فكرة السوق المشتركة للفحم والصلب؟
كانت الفكرة تتمحور على توحيد الدول المؤسسة، فرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا ولوكسمبرغ، مصادرها من الفحم والصلب وخلق سوق مشتركة لها جميعا من خلال رفع القيود الجمركية عن استيراد وتصدير هاتين السلعتين بينها.
وتعتبر الفكرة اقتصادية في جانب منها، فقد جاء اقتراح وزير الخارجية الفرنسي روبرت شومان بعد 5 سنوات فقط من نهاية الحرب العالمية الثانية.
ولكنها سياسية أيضا إذ أن دمج المصالح الاقتصادية بين فرنسا وألمانيا يعني تقليص خطر اندلاع نزاع بينهما في المستقبل.
وجاء في إعلان شومان: “إن التضامن في الإنتاج سيجعل أي حرب بين فرنسا وألمانيا ليست فقط مستبعدة بل مستحيلة”.
ماذا حدث بعد ذلك؟
تم توقيع اتفاقية السوق المشتركة للفحم والصلب في باريس عام 1951 وأصبحت سارية المفعول في العام التالي.
وقد عززت الدول الست تعاونها بتوقيع اتفاقية تأسيس السوق الأوروبية المشتركة في ما عرف لاحقاً بمعاهدة روما عام 1958.
وفي عام 1973 شهدت السوق الأوروبية المشتركة أول موجة توسع بانضمام بريطانيا وإيرلندا والدنمارك ثم انضمت اليونان عام 1981 وبعد ذلك بخمس سنوات انضمت البرتغال واسبانيا.
وفي عام 1995 انضمت النمسا وفنلندا والسويد. ثم كانت أكبر موجة توسع في عام 2004 حين انضمت 10 دول جديدة.
وفي عام 2007 انضمت رومانيا وبلغاريا وكانت كرواتيا آخر المنضمين في عام 2013.
وفي عام 1985 حدد ميثاق السوق الموحدة أهداف السوق المشتركة في ما مثلت معاهدة ماستريخت عام 1992 مولد الاتحاد الأوروبي الذي ضم 12 دولة حينئذ ومهد الطريق للوحدة الاقتصادية والنقدية ليصل عدد الأعضاء حاليا إلى 28.
كيف يدار الاتحاد الأوروبي؟
توجد 4 مؤسسات رئيسية تعمل سوية في إدارة الاتحاد الأوروبي وهي المفوضية الأوروبية والبرلمان الأوروبي ومجلس الاتحاد الأوروبي ومحكمة العدل الأوروبية.
من يحتفل بيوم أوروبا؟
تجري الكثير من الفعاليات في هذا اليوم في أنحاء أوروبا، لكن أهمها تجري في العاصمة البلجيكية بروكسل، المقر الرئيسي للاتحاد الأوروبي.
صدع البريسكيت
يعد ملف البريكست أو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أكثر الملفات الساخنة في الاتحاد حاليا. وكان رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون قد تعهد بإجراء استفتاء حول عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، في حال فوزه في الانتخابات التشريعية عام 2015، وذلك استجابة للأصوات التي تصاعدت بشكل كبير بين نواب حزب المحافظين وحزب الاستقلال البريطاني. ويرى هؤلاء أنه لم يكن لبريطانيا صوتاً مسموعاً داخل الاتحاد الأوربي منذ انضمامها إليه.
وقال هؤلاء إن قوانين الاتحاد الأوروبي تدخلت كثيراً في الحياة اليومية للبريطانيين، وغيرت الكثير من الأمور في البلاد.
وقد أسفر الاستفتاء الذي أجري عام 2016 عن أغلبية بسيطة مؤيدة لخروج بريطانيا واختفت مظاهر الاحتفال بيوم أوروبا من بريطانيا.
وبمقتضى لوائح الاتحاد الأوروبي، التي وافق عليها حزب العمال عام 2006، فإن أية مؤسسة تتلقى تمويلا أوروبيا عليها أن ترفع علم الاتحاد في أسبوع ميلاده من مايو/آيار سنويا.
ولكن في عام 2014 اعترض وزير الجاليات البريطاني المحافظ اريك بكليز على هذا القانون وقال إن لندن ستتفاوض مجددا بشأنه مع الاتحاد الأوروبي.
وقال بكليز حينئذ: “إن هذه الخطوة الصغيرة تظهر أن بلدنا يريد استعادة سلطاته من بروكسل”.
BBC