من اجل انعطافة حقيقية في حراكنا السياسي
في غرب كوردستان


جان كورد
معلوم أن ثمة ما لا يقل عن سبع جمهوريات مستقلة أو تتمتع بالحكم الذاتي في القوقاز، إضافةً الى جمهوريات اكبر مثل جيورجيا، آذربايجان وارمينيا. وبعض هذه المناطق ذات الحكم الذاتي لا تزيد بعدد سكانها عن مدينة زاخو أو نصيبين أو عفرين، واقتطع الروس من جيورجيا سابقاً منطقة ابخازيا وأخرى مثلها لتعلنهما جمهوريتين مستقلتين، كما فعلت منذ أيام قلائل مع منطقتين من اوكرانيا، وطلب الرئيس الروس من برلمان بلاده الاعتراف باستقلالهما فوراً…
كما هو معلوم لدينا كيف دمّر الغرب بزعامة امريكا يوغسلافيا من قبل لتظهر من احشائها عدة دول ذات استقلال تام أو شبه تام، وهذا يعني أن كلاً من روسيا لا تهتمان بالقانون الدولي ولا بالرغبات الحقيقية للشعوب في تقرير مصيرها بنفسها، وانما تتصرفان حسب حاجة كل منهما من حيث الاستراتيجيات وتحقيق المصالح الوطنية…
الوضع مختلفٌ بالنسبة للكورد الذين عدد مواطنيهم في جنوب وغرب كوردستان أكثر من سكان عدة دويلات أنشأها الروس والامريكان بجرة قلم، ففي حين يساعد الامريكان حزب الاتحاد الديموقراطي في سوريا “المعادي للامبريالية” نظرياً بالمال والسلاح وحتى بالدبابات الحديثة المتطورة، فإنهم بصراحة أقوالهم العلنية لا يعترفون سياسياً بهذا الحزب الذي بالنسبة لهم كرأس الحربة في محاربة التنظيمات الارهابية، ولم يكتفِ الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب بذلك، بل سمح لأشرس اعداء الكورد الاتراك بغزو منطقتين واسعتين هما سرى كانيي وگرى سپي في شمال سوريا وطرد قوات قسد الحليفة لبلاده منهما تماماً…
كما ساعدوا الكورد في اقليم جنوب كوردستان، ثم عندما اعلن الكورد باستفتاءٍ ديموقراطي نزيه بنسبة تفوق ٩٢./. عن رغبتهم في العيش خارج إطار جمهورية العراق، وقف الامريكان ضد ارادة الشعب الكوردي كلياً.
والروس الذين يسعون الآن لاجتذاب الكورد في سبيل تحوّلهم الى جنود لنظام الأسد المدلل لديهم، هم الروس بأنفسهم الذين سمحوا للاتراك بعبور مصيف كفرجنة قادمين من مدينة اعزاز شرقاً لفتح تلك الجبهة على مقاتلي حزب الاتحاد الديموقراطي، ولا يتودد الروس للكورد اليوم إلا لتبرير سياستهم الداعمة للانفصالية في اوكرانيا، ولازعاج الاتراك الذين يحشرون أنوفهم في كل مطابخ السياسة الدولية لتحقيق هدفهم العنصري الأول: منع قيام أي كيان كوردي قابل للحياة.
انها صورة قاتمة للمشهد الكوردي الذي أمامنا، إلا أن هناك أمل، اذ تتحول قضية الكورد في غرب وطنهم الممزق الى قضية دولية، ولكن الى أي درجة يمكن للكورد الاستفادة جدياً وبشكل سريع مما تعصف على الساحة الدولية من عواصف؟
سؤال لابد من الاجابة عنه… ولكن في مقال آخر قريباً ان شاء الله.

___

كِتابانِ جَديدانِ لي يُبصِرانِ النُّورَ

nusar1

الپيشمرگةُ أثمنُ كلمةٍ نفتدي بها في الوجودِ

KDC

من يستحق رفع رايةِ الإنقاذ دائماً؟

KDC
KDC

مجانى
عرض