جان كورد
كتبت اليوم تعليقين مختصرين بالألمانية، الأوّل على كلمة للسيدة وزيرة خارجية ألمانيا الجريئة حقاً (السيدة بيربوك) والآخر لمثقفة بشهادة دكتوراه في أحد معاهد السياسة الدولية، بصدد الحرب في أوكرانيا وذكرت في التعليقين أن ثمة “إزدواجية معايير” لدى كثيرين من الاوربيين بصدد القضايا الدولية، فكيف يقف الاعلاميون الغربيون جميعاً موقفاً قاسيا في مواجهة بوتين الشرير لأنه اجتاز حدود دولةٍ جارة وشرع يقصف ويدمّر، إلا أنهم في الوقت ذاته يقفون غير مبالين بما يفعله الطورانيون الأتراك وما يرتكبونه من جرائم حرب وتغيير جذري للتركيبة السكانية في عدة مناطق كوردية (جبل الكورد، گرى سپي، وسرى كانيى)، حيث طائرات حلف النيتو والدبابات الالمانية المتطورة تقصف القرى والأرياف والبلدات كل يوم غير آبهين بما يعانيه الشعب الكوردي.
نعم، انها ازدواجية معايير خلقية، فهنا في أوروبا إهتمام بحقوق الانسان بشكل عام وكذلك بإيواء اللاجئين، وفي كوردستان يتركون الحبل على الغارب لحليفهم أردوغان يفعل ما يشاء، فيستولي على أراضي الكورد ويقوم بالتغيير السكاني بجلب العرب والتركما والفلسطينيين لاسكانهم في منازل واراضي الكورد، بذريعة محاربة “الارهاب الكوردي”، فإن كان قتال الكورد في العراق وسوريا ضد تمدد تنظيم الدولة ارهاباً، فكيف تدعم الولايات المتحدة الكورد ولو قليلاً؟
الموضوع كما يبدو ليس حقوق الانسان والشعوب، وانما بماذا ستضر الحرب في اوكرانيا؟ إنه سوق المال والتجارة في العالم، ونلاحظ أن في كل نشرة اخبارية مفصلة في التلفزيون لا بد من التطرّق الى سوق المال (البورصة)، فالسياسة الدولية تتسبب باندلاع الحروب وبإطفائها بتوافق متين بين أسعار البورصة المالية ومدى ارتباط الاستراتيجيات الوطنية والدولية بالأسواق، فإن قيام ألمانيا بوقف العمل بتنرير أنبوب الغاز العملاق كضغط سياسي عن متابعة الخط الشهير بستريم ٢ لضخ الغاز من روسيا عبر البلطيق الى غرب أوروبا قد أربك الاسواق المالية في العالم عامةً وفي غرب اوروبا خاصة… ولذا فإن نظرة العالم الغربي للحرب ومنتجاتها في اوكرانيا غير نظرته لحرب الحليف التركي في كوردستان.
ومن أجل أن نقدر على بناء سياسة استراتيجية تأخذ هذه المسائل العامة بعين الاعتبار لا بد للكورد من التعاون الداخلي فيما بينهم للخروج من أزمة “عدم إهتمام العالم بوجودنا وحقوقنا وممتلكاتنا. ومن اجل هذا يجب علينا تشغيل عقولنا وعقلائنا وتجاوز “التحزّب” الضيّق لوضع رؤوسنا على الطاولة كما كان يقول حكماء اليونان الاقدمين عسانا نجد دواءً لمصابنا، أم نبقى في قوقعاتنا الحزبية ونحسد سوانا على ما يساعدهم العالم في محنهم، ونقول: “-الله يهدم بيوت الذين لا يهتمون بنا.ً فهذا فيه سذاجة سياسية حقاً.