الحب والسياسة

عبدالوهاب خليل

من القراءة الاولى لهذا العنوان ربما نجد البعض من الغرابة
ولكن إن حاولنا التعمق قليلا بينهما سنجد بأنهما متلازمان ومنسجمان كل الإنسجام في إطار واحد،
يُعتبر الحب مدخل لجميع العلوم الانسانية وبما أن السياسة جزء من هذه العلوم كان لابد لها أن تدخل من باب الحب أولاً.
إن القيود التي يتم فرضها في المجتمعات على العشق والحب هي نفسها تلك القيود التي يتم فرضها من قبل السلطات على السياسيين وعلى حرية التعبير ،ليس هناك الفارق الكبير بين كتم الأفواه وقتل القلوب ،
كما أن العشاق يمارسون عشقهم سراً وغارقون في إثم الحب في مجتمع حرم كل أنواع الحب ،كذلك السياسيين أيضاً يحاولون دوما التمرد على واقعهم سراً وفي كل خطوة يتم القيام بها تتم دراستها لأكثر من مرة ،وبشكل خاص في الدول التي تملك سلطات قمعية وأمنية.
وكم من عاشق بقي كاتماً لعشقه في ذاك الفؤاد دون أن يملك القدرة على البوح بما يشعر به ليبقى أسيرا لمشاعره الجياشة،
وكم من شخصٍ لم يقتنع بالمستوى المعيشي الذي يعيشه سواء كان إقتصادياً او سياسياً وبقي منغلقاً على نفسه دون أن يملك القوة حتى ولو كتابة قصيدة عن واقعه.
نعم في الحب والسياسة وجهة نظر وفلسفة ترسم ملامح بطولات زائفة فمن يخشى البوح بحبه كمن يخشى الأنخراط في العمل السياسي .وبالتالي من يقتل الحريات ويصادرها يقتل الحب أيضا ويحرمه ،الحب جزء لايتجزاء من الإنسان وهو المحرك الرئيسي لطاقته الديناميكية في كافة المجالات،
فكم من مادة علمية أبدعنا فيها لأننا كنا نعشق مدرسها ،وكم من وطنٍ نعشقه لإننا أحببنا اللعب في حدائقه يوماً.
الحب بالسر وممارسة السياسة ايضا بالسر من يجرؤ على الإفصاح عما يجول في خاطره أو يجهر بحبه أمام العالم ومازلنا نمارس حبنا للإوطان سراً ونعلن عشقنا للأوثان كي نتجنب المحاسبة من سيط الجلاد ،وبالتالي تم زراعة ثقافة الخوف لدينا من خلال بعض الجمل التي مازلنا نرددها
-احذر حب الوطن فتحاسب عليه
-اكتم مشاعرك ولاتتفوه بها فيها حرام
-ابتعد عن الأحزاب والسياسة فهي هلاك وخراب
علمونا الخوف من الفلسفة لان فيها فهم لمفردات الحياة.
لكن العاشق الحقيقي يدرك جيداً بأن الأشواك تعلوها الورود
ويعلم بأن حب الأوطان سياسة لذلك لاتتنازل عن شعور تملكه دافع عن قضيتك ومن أجل محبوبتك ولإجل حريتك،
السياسة هي الحب الحقيقي لمن أراد الحياة بحلوهاومرها،هكذا تمارس الحقوق بقلبٍ جرئ.

أحب كوردستان وأعشق عيناها .

___

من يستحق رفع رايةِ الإنقاذ دائماً؟

KDC

معركتنا اليوم هي معركة وجود لا حقوق

KDC

الکورد في احضان الصين

KDC
KDC

مجانى
عرض