لايمكن أن نتحدث عن أيلول والكورد دون أن نذكر ثورتهم التاريخية والتي حولت مجرى التاريخ الكوردي ونضاله الى مفارق بطولية عدة
،ولايمكن أن نستذكر أيلول وثورة الكورد ونتجاهل قائدها البارزاني الخالد ،ومن الإجحاف أن نذكر أيلول والكورد والبارزاني الخالد ولانستذكر إبن عفرين الذبيحة الراحل محمد غلى خوجة والذي يعتبر مهندساً لثورة أيلول المباركة والذي توفي تحت التعذيب في سجون المخابرات السورية عام ١٩٦٦
.ثلاث ثورات غيرت ملامح العالم وقام التاريخ بتدوينها بأحرف لامعة لاتستطيع الشمس إخفاءها
الثورة الفرنسية التي جاءت بمفاهيم ثورية ومصطلحات باتت تشكل منهاجاً لكل ثائر،
والثورة البلشفية التي غيرت كيان الرأسمالية واغنت العالم بقيم التغيير
. وعلى مستوى الشرق الاوسط كانت ثورة 11 أيلول الكوردية عام 1961.
تلك الثورة التي حملت معها مفاهيم التأخي والتمرد على الواقع المعاش ومحاولة لكسر القيود وطرح مفهموم الديمقراطية بطابع ثوري،
ومن خلال تعمقنا بمفهوم الثورة سنجد بأن جميع الإنقلابات العسكرية التي تمت في الشرق الأوسط والمنطقة لم تكن إلا للحصول على السلطة وتغيير النظام القائم بنظام أخر حتى ولو كان أسوء منه لذلك من الإجحاف بحق الثورة كتسمية وكفعل أن يتم دمج ماجرى في بعض الدول مثل تونس وليبيا ومصر واليمن وسوريا بأنها كانت ثورات،
إن ثورة أيلول الكوردية كانت مخاض سنوات من القهر والحرمان لإبسط حقوق العيش والكرامة كيف لا وهي التي حملت راية الوطنية و كانت ثورة كوردستانية تبنت منذُ اليوم الأول شعار “الحرية لكوردستان والديمقراطية للعراق”
لذلك حظيت بدعم جميع الكوردستانيين وبمشاركتهم الفاعلة من خلال انصياعهم لفكر البارزاني الخالد وتتبعهم لنضاله المستمر ،
ثورة أيلول تعتبر الحدث التأريخي الوحيد الذي يجتمع عليه غالبية المؤرخين ،لانها كانت ثورة الشعب لإجل السلام وليس لإجل القتل والتدمير،دوما الثورات يفجرها شعب مؤمن بقضيته ومبادئه ضد الطغيان والظلم ولتحقيق طموحاته واهدافه المشروعة وتحت قيادة حكيمة وعادلة وقوية ومؤمنة بعدالة ما تقاتل من اجله وبالتضحيات التي تبذلها في سبيل هذه القضية، وهذا ما ينطبق بالضبط على احداث ثورة أيلول عام 1961 ، والتي كانت جبال كوردستان ساحة لها ،
ومعروف ان الزعيم الخالد ملا مصطفى بارزاني حرص على ان لا تنتشر شرارة الثورة في باقي مناطق العراق وان لا يصاب اي عراقي مهما كانت قوميته او دينه باي ضرر، وان تبقى نار الثورة مشتعلة في مناطق كوردستان وقطع الطرق على قوات الجيش العراقي من الوصول الى مناطق الكورد وقتلهم او تخريب مدنهم وقراهم، وهذا ما قامت به قوات البيشمركة الشجاعة التي قاتلت فوق قمم وبين وديان كوردستان من اجل انتصار ثورتهم المشروعة.
وها هي ثمار ثورة أيلول وتضحيات ابطالها تثمر في اقليم كوردستان الذي يحيا شعبه آمنا إن جميع ما تحقق من منجزات في كوردستان ماهو إلا إمتداد للتضحيات التي قدمت خلال ثورة أيلول،لقد كانت ثورة أيلول العظيمة بقيادة حضرة البارزاني الخالد، أكبر ثورة سياسية مسلحة شاملة للشعب الكوردستاني في سبيل تحقيق حقوقه القومية والمدنية، كما أعادت ثورة أيلول الثقة والإرادة للإنسان الكوردي، وأصبحت أساساً سياسياً وفكرياً وجماهيرياً متيناً للنضال التحرري لشعب كوردستان ضد الظلم والاحتلال”.
وبالتالي مملكة الشمس ستبقى ناراً على المعتدين وورداً لعشاقها ،
عبد الوهاب خليل