بقلم عمر إسماعيل
مع استمرار هذه الحرب المدمرة المتواصلة في سوريا، منذ أعوام ، هي حرب روسية وامريكيه ايرانيه وتركيه على الأرض السوريه ، فلولا التدخل الروسي، السياسي والعسكري ، لكان هذا الصراع قد انتهى ، وأيضا أمريكا التي أعلنت دعمها للمعارضة لم تعلن عن تغيير النظام حتى الآن رغم الكوارث التي أحدثها الحرب الطاحنة في سوريا وجرائم النظام البشعه ودفع الشعب السوري انهارا من دماء الأبرياء، وأيضا كشف زيف المعارضه المنقسمه على نفسها وهكذا بقيت روسيا تسعى لموطئ قدم لها على شواطئ البحر الأبيض المتوسط وسياحة هادئه على ضفاف دماء شهداء سوريا في المتوسط ، من خلال تمويل جيش النظام بالسلاح والطائرات والصواريخ لقصف المدن والبلدات و من المؤكد أن الروس بعدما أصبحت لهم قواعد عسكرية في سوريا ، لم يعد يفكرون بأي حلٍّ جدي في سوريا والتمسك بالنظام الاستبدادي، والتحالف الاستراتيجي مع إيران وإطلاق يده في سوريا لتنفيذ الجريمه المنظمه بحق ابناء سوريا والمطالبين بالحريه وإنهاء الإستبداد، بالمقابل أدعاء تركيا موقفاً متشدداً في البدايات تجاه نظام الأسد وتجاه التدخل الروسي في سوريا، حيث بادر إلى ترجمة هذا الموقف بدعم مميز وغير محدود للمعارضة السورية بفصائلها وتشكيلاتها الرئيسية، لإسقاط النظام القمعي الشمولي في سوريا ، ولكن سرعان ما تغيير هذا التوجه حيث بادروا بدفع أنصار pkk ، الذي كان قد تأسس في حاضنة مخابرات المنطقة تكثيف المظاهرات على حدود ورفع الصور والإعلام الخاصة بها على الحدود التركيه واستغلال أبناء الشعب الكردي في تلك المظاهرات المطالبه باسقاط الحكومه التركيه وإطلاق الشعارات ناريه و تضخيم اعلامي من عبر قنوات النظام الإعلامي للخطر الكردي على تركيا عبر الحدود السوريه لإعطاء تركيا السبب المباشر لإعادة النظر بسياستها وتحالفاتها، وأن تفك الأرتباط المباشر مع الولايات المتحدة وتصبح عضواً فاعلاً في هذا التحالف الثلاثي مع موسكو وطهران. بالمقابل إعطاء ضوء الأخضر لها للأحتلال عفرين وارتكاب أفظع الجرائم الانسانيه بحق شعبنا الكردي الأصيل من خلال العصابات الاسلاميه الحاقده على الوجود الكوردي في سوريا وكان لجيش التركي وعملائها في سياحة على ضفاف دماء شعبنا في ميدانكي وامام أنظار العالم الأخرس و التراجع الأميركي المثير للاشمئزاز التي اثبت بأنها متورطة مع روسيا في كل ما يحصل في سوريا فقط حماية مصالحها ووجودها في شرق الفرات والمناطق النفطيه والحدود والممرات الحدوديه رغم صراعهم في أوكرانيا إلا أنها أيضا أصبح سائحا غير مقبول فيه على ضفاف دماء الشعب السوري في ادعى بشرقي الفرات الذين يريدون إطالة أمد الدمار في سوريا بأن القضية ليست مجرد صراع بين نظام ومعارضة، بل هي صراع دولي على سوريا بين أمريكا وحلفائها من جهة وروسيا وأتباعها من جهة اخرى بما فيهم إيران.
لكن لو دققنا في الصراع المزعوم بين الشرق والغرب على سوريا، نجد أنه مفتعل. فلو كان صراعاً فعلياً بين المحور الأمريكي وشركاه والمحور الروسي وشركاه، لما سمحت أمريكا وإسرائيل بدخول حزب الله وإيران وأذنابها بهذه القوة إلى سوريا. ولو كانت أمريكا فعلاً في صراع مع المحور الروسي على سوريا، وتريد أن تنتصر هي ومحورها بما فيه قوى المعارضة السورية لقامت سياسيا بنجاح الحوار الكوردي بشكل جدي وتوحيد المعارضه السوريه من خلال جبهة السلام والحريه وعسكريا بتسليح حلفائها في الداخل السوري بالسلاح النوعي، الذي يقلب الموازين على الأرض. لكنها حتى الآن تعارض تزويدهم بمضادات طيران. وهو ما يشير إلى أنها ليست حليفة لأحد ولا هي في صراع مع الروس والإيرانيين، الذين يدعمون النظام بالغالي والرخيص.بعبارة أخرى فإن التردد الأمريكي والغربي في حسم الوضع السوري لا يدل على أنهم في صراع مع روسيا وايران والنظام اذاً على ضوء هذا التقاعس الامريكي في مواجهة الحلف الروسي في سوريا يمكن القول إن الطرفين متفقان، وليسا متصارعين على سوريا. ومن الواضح أن الاتفاق بين الحليفين الروسي والأمريكي هو على تدمير سوريا وتهجير شعبها لتنفيذ مشروعها الشرق الاوسطي الجديد ونهب خيراتها على حساب انهار من دماء شعوب المنطقه وخاصة الشعب السوري وبدليل واضح خرق مقررات الجنيفات وسوتشي والاستانه وكأن هذه الدماء مجرد مياه ساخنه لسياحة دوليه وانا باعتقادي أن الشعب السوري فقد الثقة بالمجتمع الدولي وان سوريا أصبحت محتله ومنقسمة بين محور روسيا وعملائها وأمريكا وعملائها لذا سوريا محكومه باستمرار الصراع حتى ينتصر أراده الشعب بالوحده والتكاتف والاستفادة من التجربه المره والتي راحت ضحيتها آلاف الشهداء والسجناء والمخطوفين والمهجرين بين مختلف دول العالم .