بقلم : عمرإسماعيل
منذ أكثر من مائة عام بدأت أعمال الإصلاح والتجديد على يد الشيخ عبدالسلام البارزاني كنهضة كوردستانية وسجلت نجاحات كبيرة وتغيير مفاهيم كثيره في كوردستان وأهمها طرح القضية القوميه الكورديه بشكل موضوعي داخل كوردستان وخارجها وان قرارات ورسائل وتوصيات الشيخ عبد السلام بارزاني أدخلت الإصلاح والعدالة لأسس حياة وإيمان على مستوى أبناء منطقة برزان وبرز كزعيم ديني وسياسي وطني وهب الجميع لإعلان الولاء والتأييد للشيخ عبدالسلام البارزاني خصوصاً بعد الإصلاحات الجذرية التي قام بها والتي تدل على سعة أفقه
ومن تلك الإصلاحات
١- إلغاء الملكية
٢-توزيع الأراضي على الفلاحين
٣- إلغاء المهر والزواج القسري
٤- تنظيم العلاقات الاجتماعية على أساس العدل والمساواة
٥- بناء مسجد في كل قرية لأداء الفرائض والاستفادة منها للاجتماع والتشاور وحل المشكلات
٦-بناء المدارس ودور العبادة لمعتنقي الديانات الأخرى
٧ تشكيل لجنة في كل قرية تشرف على شؤون القرية من النواحي كافة
٨- تنظيم المسلحين وتعيين مسؤولين لهم وهكذا يمكننا القول: إن التاريخ النضالي يعود إلى عهد الشيخ عبد السلام البارزاني.
الذي كان يرى الجهل من أهم عوامل التخلف في كل المجالات لذا أولى اهتماماً فائقاً ببناء المدارس وفتحها وكان على اطلاعٍ واسع بأنشطة الجمعيات الكوردية في الخارج في ذاك الوقت وكونَ علاقات حميمة مع الزعماء الكورد وقتذاك (الشيخ محمود الحفيد – الشيخ عبد القادر النهري – وإسماعيل آغا الشكاكي),وقام الشيخ عبد السلام ورفاقه بجولة في منطقة بهدينان, وعقدوا في دار الشيخ محمد البريكاني اجتماعاً وتقرر بالإجماع اختيار الشيخ عبد السلام رئيساً للرابطة الكوردية ورفعوا مذكرة إلى الحكومة العثمانية وبعثوا نسخاً منها إلى الفريق شريف باشا ممثل الكورد في عصبة الأمم وأمين عالي بدرخان وجاء في المذكرة ما يلي:
١- أن اللغة الكُردية لغة رسمية في منطقة بهدينان
٢- جعل التعليم باللغة الكُردية في المدارس
٣- تعيين الموظفين الكبار من الكُرد حتى يتفاهموا مباشرة مع السكان المحليين
٤- تجري الأحكام وفق الشريعة الإسلامية
٥- أن يجري القضاء على المذهب الشافعي في المنطقة
٦- جباية الضرائب من السكان حسب الشريعة الإسلامية
٧- تبقى ضريبة بدل الخدمة العسكرية كما هي على أن تخصص لإصلاح الطرق في منطقة بهدينان.
ووسع الشيخ دائرة علاقاته مع الخارج وكانت الغاية من ذلك خدمة الأمة الكو٧ردية ووطنها كُردستان, فذهب إلى أورمية بمساعدة (اسماعيل آغا الشكاكي) للالتقاء بالروس الذين نصحوه بالسفر إلى (تفليس) عاصمة جورجيا وهناك اجتمع بالروس الذين خاب أمله فيهم نظراً لمصالحهم مع العثمانيين وحرصهم على عدم إغضابهم فعاد إلى الوطن وحاول الاتصال مع ملكة بريطانيا والاجتماع بها لعرض القضية الكوردية عليها، ولكن دون جدوى كل هذه التحركات أثارت الريبة لدى العثمانيين الذين لم يكتفوا بعدم الإجابة على مذكرته الإصلاحية بل اعتبرتها خطيرة وترمي إلى الانفصال وقام والي الموصل (محمد فاضل الداغستاني) بإرسال قوات عسكرية إلى بارزان ودمرت الكثير من القرى الكُردية وهدمت التكية البارزانية النقشبندية, وعندها طالب الشيخ بالمفاوضات ، ولكن الوالي رفض التفاوض, مما اضطر الشيخ إلى الهجوم وألحق خسائر فادحة بالغزاة محققاً انتصاراً باهراً, وقد تخلل هذا مدة قصيرة من العلاقة مع حكومة حزب الحرية والائتلاف التركية التي جاءت إثر سقوط الاتحاد والترقي التركية في الانتخابات, ولكن ما إن استلمت الجمعية هذه السلطة ثانية حتى أعدت الحكومة العثمانية جيشاً استطاع شلّ الحركة والمقاومة, ولجأ الشيخ إلى منطقة حمكاري, واعتقلت السلطات التركية عدداً من أنصاره ونفت أسرته إلى الموصل ومن بينها أخ الشيخ (الملا مصطفى) وهو طفل صغير بعد.
وأما الشيخ فبعد أن ودعه (إسماعيل آغا الشكاك) في (سلماس) مرّ بقرية (كَه نكَه جين) فراح المدعو صوفي عبد الله صاحب القرية يتوسل إليه للنزول في قريته, فنزل في ضيافته, وأثناء النوم اعتقل صوفي عبد الله الشيخ وحراسه الثلاثة وسلمهم إلى الأتراك في (سيرو), وتقاضى جائزة الخيانة, ونقل الشيخ إلى الموصل حيث أعدِم بعد محكمة صورية من قبل والي الموصل (سليمان نظيف بن الدياربكري) وهو سليل أسرة كوردية يوم ١٤/كانون الأول -١٩١٤م. قبل وصول الفرمان السلطاني وباستشهاده فقد الكورد زعيماً فتح الطريق النضال القومي التحرري الذي أكملها من بعده الأب الروحي مصطفى البارزاني الذي وصل صوت كوردستان إلى أمريكا وروسيا وكل العالم وان استكمال النضال على هذا النهج يتطلب الإخلاص دائما للقضيه والابتعاد عن الانانيات والمصالح الشخصية الاعتماد على النخب الثقافيه لأن المرحلة صعبه ودقيقة جداً تحتاج عقول وعمل جدي ووحدة الصف والمصير المشترك والاستفادة من التاريخ الكوردي الحافل في المحافل الدوليه لتحقيق حلم كل كوردي في الحرية والاستقلال نحن .
