يمكن منع أكثر من 17.000 لاجئ من لم الشمل في المملكة المتحدة مع أفراد الأسرة المقربين بموجب القواعد الجديدة التي تخطط وزارة الداخلية البريطانية لإدخالها.
غالبًا ما يقوم اللاجئون الذكور الفارون من مناطق الصراع برحلات محفوفة بالمخاطر عبر العديد من الدول سيرًا على الأقدام وفي شاحنات وفي قوارب صغيرة عبر القناة الانجليزية على أمل الوصول إلى بر الأمان في المملكة المتحدة.
يأمل اللاجئون في الحصول على الحماية. وبموجب القواعد الحالية، يحق لهم بعد ذلك إحضار أفراد الأسرة المقربين للانضمام إليهم، مثل زوجاتهم وأطفالهم. وبعد ذلك، يمكن لأفراد الأسرة السفر بأمان إلى المملكة المتحدة بالطائرة وتجنب تكرار الرحلة الخطرة التي قام بها أول فرد من العائلة.
ومع ذلك، يقول إنفر سولومون، الرئيس التنفيذي لمجلس اللاجئين، إن الخطط الحكومية الجديدة في مشروع قانون الجنسية والحدود التي تجري مناقشتها حاليًا في مجلس اللوردات ستقيد بشدة لم شمل الأسرة في المملكة المتحدة وتدمر الوسيلة الآمنة الرئيسية التي تستخدمها عائلات اللاجئين للم الشمل مع أقاربهم.
تهدف الخطة الحكومية الجديدة إلى تقييد حقوق لم شمل الأسرة مع اللاجئين الذين سافروا عبر دولة ثالثة آمنة قبل الوصول إلى المملكة المتحدة. وهذا ينطبق على الآلاف الذين سافروا إلى المملكة المتحدة في قوارب صغيرة.
وذكر سولومون أن مقترحات الحكومة الجديدة ستؤدي إلى أن آلاف النساء والأطفال لن يكون أمامهم خيار سوى الدفع للمهربين لركوب زوارق غير آمنة لعبور القناة. وستقلل الخطط الجديدة من الطرق الآمنة والقانونية لوصولهم على عكس ما ادعت بريتي باتيل، وزيرة الداخلية.
تشير البيانات الحكومية إلى أنه على مدارس السنوات الخمس الماضية، تمكن 29.000 شخص (أكثر من 90% منهم من النساء والأطفال) من القدوم إلى المملكة المتحدة بأمان بموجب قواعد لم شمل الأسرة للانضمام إلى أحد أفراد الأسرة المقربين الموجود بالفعل في المملكة المتحدة ولديه حق الحماية.
وبناء على هذه البيانات، يمكن منع ما يصل إلى 3.500 شخص سنويًا من الانضمام إلى أقربائهم إذا طبقت المقترحات الواردة في مشروع القانون، وهو ما يعني 17.500 شخص في السنوات الخمس المقبلة.
قال طالب لجوء سوري إنه مفزوع من مقترحات الحكومة، وذكر قائلًا: “لم نغادر بلادنا بحثًا عن السعادة. بل خرجنا لإنقاذ عائلاتنا من حرب لا يعرفها الصغار والكبار ولا تفرق بين القوي والضعيف ولا يستطيع أحد أن يعيش فيها… عبرنا الصحراء والقناة الإنجليزية في قارب مطاطي مدركين أننا قد نموت في البحر. هل سأل أي مسؤول نفسه ما الذي دفعنا للمخاطرة بحياتنا… ما تفكر به باتيل الآن هو القضاء على عائلاتنا من خلال حرماننا من لم شمل الأسرة”.
Guardian – ukinarabic