شيروان إبراهيم
بحضور العشرات من الشخصيات الثقافية والناشطين المهتمين الكوردستانيين، عقد مركز الجالية الكوردستانية في ألمانيا بمقر الرئيسي في دوسلدورف ندوة للباحث إدريس عمر قدم فيها محاضرة حول محتوى كتابه الذي صدر مؤخراً باسم “الكورد والإرهاب”.
وتحدث إدريس عمر عن محتويات كتابه وفصوله وكذلك الأسباب التي دفعته لاختيار هذا الموضوع بالذات، حيث قال “لفت الإرهاب أنظار العالم جميعاً بسبب مخاوفه، لكن في المقابل لاحظ الجميع الدور الكردي في محاربة التنظيمات الإرهابية نيابة عن العالم أجمع، وكيف أن تنظيم داعش الإرهابي وأمثالهم جعلوا من المناطق الكوردية هدفاً رئيسياً لهجماتهم”
وأكد عمر أن أسباب إقدام التنظيمات الإرهابية على مهاجمة الكورد في السنوات الأخيرة في سوريا والعراق بحاجة إلى دراسات وأبحاث أكثر، نظراً لما فيه من غموض ونقاط بحاجة إلى التوضيح حول دور الأنظمة المعادية للكورد في دفع هذه التنظيمات لمحاربة المكتسبات الكوردية، مستشهداً بمقولة للرئيس مسعود بارزاني الذي يشير فيها إلى ضرورة معرفة سبب توقف داعش عن تقدمه صوب الداخل العراقي وبغداد والتفاته فجأة إلى المناطق الكردستانية، حيث أشار عمر أن هذه المقولة أثرت فيه للبدء في إعداد ونشر هذا الكتاب.
يذكر أن كتاب “الكورد والارهاب” يتضمن أربعة فصول، تتناول المفاهيم المتعلقة بالإرهاب وماهية ربطها بالتطرف الديني والأيديولوجي، إضافة إلى شرح العلاقة بين التطرف والإرهاب، كما يعرض الكاتب نماذج من الحركات الإرهابية في العالم مركزاً في ذات الوقت على “إرهاب الدولة” الذي تمارسها الأنظمة الحاكمة نفسها على شعوبها ومستشهداً في ذلك بنظامي البعث في العراق وسوريا كأقرب نموذجين لمحتوى الكتاب، ليكون ذلك تمهيداً هاماً للفصل الأخير الذي يتناول الإرهاب والكورد ومسألة الدين، وعن أسباب ضعف الحركات الجهادية بين الكورد مقارنة بالأقوام الأخرى، ودور الكورد في مقارعة إرهاب الدولة وإرهاب الحركات المتشددة معاً.
وإدريس عمر من مواليد 1968 بمدينة ديرك في كوردستان سوريا، حاصل على ماجستر في العلوم السياسية من الجامعة العربية المفتوحة في الدانمارك، ويقيم في ألمانيا منذ العام 2002، سبق وأن تعرض للفصل من دراسته عام 1986 حينما كان طالباً في معهد الميكانيك بسوريا على خلفية نشاطه السياسي، كما كان معتقلاً سياسياً بسجن صيدنايا في دمشق بين أعوام 1992 و1996، وله العديد من المقالات والأبحاث المتعلقة بالقضية الكوردية، وله أيضاً كتاب تحت مسمى “سوريا…من الإضطهاد السياسي إلى الكارثة الإنسانية” صدر في العام 2016.
