الاستفتاء .. العلامة المضيئة في تاريخ الكورد «قراءة في كتاب السروك البارزاني»


يسرى زبير

لابد لنا ككورد أن تكون لنا مرجعية تاريخية لنبرز من خلالها للعالم قضيتنا الكوردية وماعاناه الشعب الكوردي من الويلات، منذ مئات السنين، وقد كان إصدار السروك مسعود البارزاني لكتابه صدى تاريخيا مهما، نظرا لما أورده سيادته من مراحل زمنية مر بها الشعب الكوردي في كوردستان العراق بدءا من الأنفال والكيماوي، ومن المؤامرات الدولية التي كانت تحاك ضد إقامة دولة كوردية مستقلة، ومرورا بالكثير من المخططات والمؤامرات التي لما تنته بعد.
ويأتي كتاب الرئيس مسعود البارزاني «للتاريخ» وما يتضمنه من محتوى ومواضيع تاريخية في غاية الأهمية. ومن محتوياته: تجزئة كوردستان، إذ يوضّح أنه وبالرغم من المعاهدات التي حيكت ضد الكورد ومحاولة تقسيم كوردستان بين الامبراطوريتين الصفوية والعثمانية بعد اندلاع معركة جالديران 1514 وتوقيع معاهدة زهاو عام 1639 وتقسيمها إلا أن الشعب الكوردي حافظ على هويته ولغته وعاداته وتقاليده في قول سيادته:” رغم ذلك التقسيم القسري استطاع الشعب الكوردستاني الحفاظ على لغته وعاداته الخاص ص٣٠
ومن أبرز النقاط التاريخية التي ذكرها في كتابه توجيه برقية من الشيخ عبد السلام الثاني البارزاني الذي اجتمع مع وجهاء ورؤساء العشائر إلى الدولة العثمانية يطلب السماح بمايلي: 1- جعـل اللغة الكورديـة لغـة رسمية في المناطق الكوردية، وأن تكون الدراسـة فيهـا باللغة الكوردية .
2- يجـب أن يعرف القائمقاميون ومدراء النواحـي والمسؤولون الحكوميون في المنطقة الكوردية اللغة الكوردية .
3- لأن الإسـلام ديـن الدولـة ، يجـب أن تصـدر الأحـكام وفـق الشريعـة الإسـلامية
4- تصرف ضرائب الخدمات الحكومية في تصليح الطـرق وبناء المدارس في المناطق الكورديـة ” وقد قبلت البرقية بالرفض من قبل الدولة العثمانية واعتبارها المطالبة بالانفصال والتمرد على الدولة.
ويذكر سيادته عن اتفاقية سيفر، وأهم ما جاء في البند 64 بخصوص القضية الكوردية توقيعها عام 1920 كانت مايلي: خلال عام من هذه المعاهدة إذا طالب الكورد في المناطق المذكورة في المادة 62 من عصبة الاستقلال وإذا اثبتوا أن غالبية الكورد يرغبون الاستقلال واعترفت جمعية الأمم أن الكورد يستحقون الاستقلال” وكانت كغيرها من المعاهدات التي تم صرف النظر عنها .
وفي الحرب ضد داعش وما الحقه داعش من الخسائر بالشعب الكوردستاني يظهر دور صقور كوردستان. البيشمركة الأبطال وحمايتهم لجبل شنكال وبقاءهم مع النازحين وتصديهم لهجمات داعش، ومنعهم من الوصول اليهم، وماقيل بعدها من آراء الحاقدين لم يكن موضع صواب كان البيشمركة هم حماة الأرض والديار والشعب.
ويذكر سيادته أهمية الاستفتاء، ويوضّح في زيارته لأمريكا ولقائه بالرئيس الأمريكي باراك أوباما ونائبه جوبايدين في عام 2015 وكيف طرح حق تقرير مصير الشعب الكوردي في كوردستان وكان وقتها لجو بايدين نظرة مهمة في هذا الشأن في 6 ايار 2015 حيث يسرد السروك قائلا: اجتمعنا عدة ساعات وتحدثنا بالتفصيل عن مئة سنة من التاريخ المشترك مع العراق وموضوع استقلال كوردستان، أوضح جو بايدن وجهة نظر بلاده بخصوص استقلال كوردستان وحينئذ قال/أنا وأنت نحن الاثنان سنرى في حياتنا وبأعيننا استقلال كردستان/ وبعد عودته الى كوردستان عقد اجتماعاً مع جميع الاطراف الكوردستانية، ويعرض بشكل دقيق أمورا تتعلق بالاستفتاء من خلال عرضه لسياسات الولايات المتحدة الأمريكية والدول الكبرى ورؤية بغداد وحكامها من القضية الكوردية. وعن احتلال داعش وتقدمه نحو وسط العراق وكيف غير وجهته لهجومه على كوردستان، لما لها من موقع استراتيجي حيث يقول في اثناء الاستفتاء وأحداث السادس عشر من اكتوبر توصلنا إلى نتيجة مفادها أن الشوفينيين الذين ساعدوا داعش على النمو والاستقواء والتمدد، والذين دربوا الأعضاء المنتمين لداعش والذين سلحوه وأمنوا له الممرات الاستراتيجية وشجعوه على مهاجمة كوردستان عام 2014 كانو قد استخدموا داعش كسلاح لإيقاف ازدهار واستقلال كوردستان.
وفي مجرى حديثه عن الاستفاء وعن قرار إجرائه، يقول:قررنا إجراء الاستفتاء في موعده، وليحدث ما يحدث وبأنه لأول مرة في التاريخ يتوجه الكورد إلى صناديق الاقتراع بصورة حرة بعيدا عن العنف، وفي أنفسهم آمال مستقبلية لضمان حق تقرير مصيرهم والعيش بحرية وكرامة على أرضه التاريخية.
بعد الاستفتاء كانت هناك ردود افعال الحكومة العراقية حيال ذلك، وقد أصدر مجلس النواب العراقي بغياب النواب الكورد ثلاثة عشر قراراً غير قانوني وغير دستوري، يهدف إلى معاقبة جميع الناخبين بصورة جماعية وقرروا إغلاق الحدود وفرض حصار وتجويع أهالي الإقليم وإغلاق مطاراته، وتم إلزام قائد القوات بنشر القوات في المناطق المتنازع عليها في كركوك. وبالرغم من جميع العقوبات والمؤامرات الدولية إلا أن عزيمة شعب كوردستان بقيادته الحكيمة المتمثلة بشخص سيادة مسعود البارزاني كانت اقوى من نوايا الجميع الخبيثة.
لقناعة الرئيس التامة لنيل حقوق شعبه الكردي المشروعة على أرضه التاريخية وشفافية الاستفتاء كانت دلالة للديمقراطية في سبيل حصول الشعب الكوردستاني على قضيته العادلة، وقد كان لهذا الكتاب وقع تاريخي مهم، دون فيه ما تعرض له الكورد منذ مئات السنين إلى يومنا هذا، وماقدمه من تضيحات جسام في سبيل نيل حقوقة، والاستفتاء كان خير دليل ما يصبو اليه الكورد في نيل حقوقهم.

___

المرأةُ الكُردِيَّةُ و اليومُ العالميُّ للمرأةِ

KDC

“أيلول والبرزانية”

KDC

جياي كرمينج عفرين

KDC
KDC

مجانى
عرض