عمرإسماعيل
بعد 12 عاماً من الدماء بعد 12 عاماً من قصف المدن السوريه بالبراميل المتفجرة وقتل الآلاف من السورين في السجون وتهجير نصف سكان سوريا وتسليم إدارة المحافظات السوريه الى العصابات بعد ان فشلت في السيطره على ثورة الشعب في إسقاط النظام وبعد ان أصبحت سوريا نموذج الدولة الفاشله في العالم عاد بشار الى الجامعه العربيه و في استقباله رؤساء الدول العربيه الذين كانوا يدعمون المعارضة السورية بالمال والسلاح لإسقاط النظام السوري أن عودة أحد أسوأ مجرمي الحرب في هذا القرن لا تعنيه الجامعة المليئة بتجار الحروب والمخدرات بل يعتبرها خطوة تجاه إعادة قبوله عربيا . و تتويج لجهود طويلة لإنهاء عزلته العربية رغم انه من الواضح أن نظامه لم يفعل شيئاً يستحق عودته، كما لم يقدم تنازلات من أجل الإصلاحات السياسية أو المحاسبة لجرائم الحرب، وهو الان يحكم نخبة فاسدة تغرق الخليج بالمخدرات غير الشرعية وتقيم علاقات قريبة مع إيران، العدوة اللدودة لعدد من الدول العربية أن عودته إلى المسرح العربي والدولي درس آخر من دروس تتويج الدكتاتوريه لإخفاء الجرائم الابادة الجماعية، ومن الواضح أن المستبدين وأمراء الحرب الذين يبحثون عن دعم روسيا عادة ما يخيب أملهم. فالأسد بحاجة إلى العالم العربي، وبخاصة دول الخليج الغنية بالثروات، لأن روسيا لا يمكنها إعادة إعمار البلد. وسيكون من الأفضل له لو استطاع تحقيق التقارب مع الغرب الذي وضع نظامه تحت طائلة العقوبات لمنع الإعمار والاستثمار يبدو أنه يأمل البعض من التطبيع مع الأسد، إبعاده عن إيران التي ساعدته عسكرياً وتحولت سوريا إلى قاعدة لـ الحرس الثوري وحزب الله وبقية الجماعات الموالية لإيران. ويثير وجودها قلقاً لدول مثل السعودية والأردن التي ترى في إيران شراً. ولكن لا أحد عليه أن يعول كثيراً، فقد بنى البعض من أبناء الدياسبورا السورية حياة جديدة، مع أن البقية لا يزالون يعيشون في أوضاع بائسة تحت الخيام ويعيشون على المساعدات. وقلة منهم يريدون العودة إلى سوريا، ولن يعودوا لو خيروا إلا في حالة قام النظام بإصلاحات سياسية وامنية مستحيله كون اغلب الشعب السوري مطلوب امنياً لدى هذا النظام لذا فإن تزامن زياره رئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الأخير واستقباله بموسيقى تمجّد إيران في وسط العاصمه دمشق والتاكيد على ان الذي يحمي الاسد ونظامه الميليشيات الإيرانية والعصابات من الجنسيات المختلفه في جميع المحافظات السوريه واستقباله في (جده) السعوديه اليوم تتويج لمجرم حرب بعد كل هذه السنيين من القتل والدمار بأنتظار موقف واضح من الشعب العربي واحرار منطقة الشرق والعالم وبانتظار موقف دولي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الشعب السوري الذي فقد كل شيء من أجل الحرية والكرامه.