أعداد الاكاديمي عبداللطيف محمدأمين موسى
أن التناقضات والعشوائية التي ترتقي الى مستوى الفوضى الخلاقة في التنافس وصراع السيطرة على المفاهيم والأفكار وظاهرة العولمة في استهداف الإرادة والانتماء في تحقيق الولاء المصطنع الذي يخدم الصراع على تنفيذ الأجندات أنما تعتبر من أهم المخاطر في تحقيق العوائق أمام قدرة البقاء والصراع من أجل الحفاظ على المفاهيم والمصطلحات الأصيلة التي تخدم المشاعر والأحاسيس في تحقيق الانتماء القومي والقدرة على أتخاذ القرار في الولاء عبر تشكيل أرادة الصمود والبقاء في مواجهة التحديات. أن صراع الأفكار وتناقض المصطلحات والمفاهيم و التي تعتمد عليها الدول في التنافس عبر ما وراء الآفق والحدود الجغرافية في غزو فكري وعقائدي للسيطرة على الإرادة, وتحقيق الانتماء المزيف في خدمة المصالح لتعتبر من أخطر أنواع الصراع والتنافس التي تقف أغلب الدول الشرق الاوسطية عاجزة عن فهم ماهية ذلك الصراع أو أيجاد الخطط والبرامج الحقيقة في مواجهتها ,وكما تعتبر هذه الظاهرة الكارثة الحقيقة التي تعاني منها المجتمعات في دول الشرق الأوسطية ولاسيما الدول التي تأثرت بالأفكار المطالبة بالتغير والديمقراطية حيث تسللت عبر هذه المفاهيم الكثير من الأيديولوجيات التي أدت الى خلق الصراع وفوضى المفاهيم والتي عززت وسهلت من ظاهرة العولمة وأساليها وأشكالها في تنفيذ المصالح والسيطرة الفكرية والثقافية وتبديل عادات وتقاليد المجتمع في استغلال سعي الشباب نحو التحرر والوقوع في فخ التقليد الاعمى والتحرر من التقاليد تشبهاً بالمجتمع الغربي ,وفي ظل عجز مراكز القرار والمنتديات الثقافية والأحزاب والكيانات والتنظيمات وقوى المجتمع المدني في وضع الخطط والبرامج لكبح جماح هذا الاجتياح الثقافي الساعي الى التغير في العقيدة والتحكم بالإرادة وصعوبة أتخاذ القرار والضياع والفشل في تحديد الهدف وخلق الخلل وعدم الثقة بالنفس وكسر تحقيق الذات ونمو الشخصية .أن خطورة هذا الأمر استدى مني في التنبيه الى هذه الظاهرة لما لها من مخاطر مستقبلية على جيل الشباب في خلق مشاكل كثيرة منها أضعاف الانتماء القومي ومحو الهوية الوطنية من قبل الأعداء في تهيئة المناخ المناسب لضرب وتشويه العقيدة والانتماء الوطني القومي واستبدالها بأفكار ومفاهيم تناسب أجنداتهم وخططهم في هدم العقيدة النضالية وكسر الإرادة وعدم القدرة على أتخاذ القرار المناسب .أن ظاهرة التشويش والفوضى والتناقض في المفاهيم والأفكار أنما تؤثر على المجتمع في كوردستان سورية وعلى الأهداف والمبادئ النضالية التي تنادي بها وتسعى الى تحقيقها أغلب الأحزاب والكيانات السياسية ومنظمات المجتمع المدني في ظل العجز وعدم القدرة على استيعاب طاقات الشباب وتوجيه أفكارهم وحماسهم وتوظيف أننتماهم القومي في خدمة النضال بكل أشكاله وصنوفه ,ولذا نرى بأن الطاقات الشبابية والطلابية والنسائية والجماهيرية تجد نفسها بمعزل عن الواقع النضالي في ظل عدم وجود البرامج المناسبة في تسخير تلك الطاقات في خدمة النضال القومي والوطني الأمر الذي يجعل من هذه الطاقات وسيلة سهلة والتي يتم عبرها تنفيذ الأجندات الإقليمية والدولية في تسخير هذا الانتماء والحماس و محاولة استغلاله في خدمة تنقيذ أجنداتهم ومخططاتهم التي تعادي مصالح شعبنا وتضعف من قضيتنا. أن التناقض في المفاهيم تعد من المواضيع والظواهر الخطيرة لما لها من تأثير مباشر والتي يمكن أن أعبر عنها في العديد من الامور وأهمها أنها تضعف الانتماء القومي الوطني وكما أنها تعد العامل الاساسي في كسر إرادة الصمود ومتابعة النضال ,وكما أنها تجعل من الصعوبة في التوصل الى أتخاذ القرار الصائب في تحديد الهدف ,وكما أنها تعزز من ضعف الثقة بالنفس وعدم القدرة على تطوير الذات ,وتجعل من الفرد عامل اساسي ووسيلة سهلة لوسائل التواصل الاجتماعي والمفاهيم المتناقضة المستوردة التي لا تناسب قضيتنا ,والأهم من ذلك كله بأنها تضعف من ثقة النخبة الشبابية بالقيادات التي تقود العمل السياسي في كوردستان سورية في ظل الفجوة الكبيرة بين المفاهيم وعدم القدرة على استثمار واستغلال الطاقات التحررية الساعية الى أثبات الذات والاستفادة من وسائل التواصل وعدم القدرة على مواكبة الحداثة ,وبل أن ظاهرة التناقض في المفاهيم وصراع الأفكار أنما تخلق عدم الأيمان وعدم القدرة على العمل النضالي ,وكما تجعل من حالة التذمر وكثرة الشكوى وخلق المبررات للتغطية على ضعف الانتماء والارادة المهزوزة وبالتالي تقود الى نتيجة مميتة في خلق تفكير لدى الفرد بعدم الجدوى وتخلق الفجوة بين أفكاره وعدم استغلال انتمائه وعدم قدرة الأحزاب والكيانات السياسية في توفير ما هو مناسب لتوظيف أفكاره وحماسه الأمر الذي يقوده الى خلق أكبر مشكلة مصيرية تواجه بنية المجتمع في كوردستان سورية وقضيتها النضالية الا وهي الهروب من الواقع والهجرة لتحقيق وكسب عوامل أثبات ذاته وتكوين شخصيته في البيئة التي توفر له كافة العوامل لاستثمارها وتوظيف مواهبه والاستفادة من طاقته .في المحصلة , يمكن القول بأن ظاهرة صراع الأفكار والتناقض في المفاهيم تعد من أخطر أنواع الصراع عبر أتخاذ أشكال الحرب النفسية الخفية التي تواجه شعبنا ولاسيما الطبقة الشابة التي تجد نفسها الضحية لها في ظل عجز الأحزاب والكيانات السياسية التي تقود دفة النضال السياسي في كوردستان سورية في العجز عن ايجاد الحلول المناسبة أو وضع البرامج المناسبة لها في استهداف ضعف الانتماء وكسر الارادة .