بقلم عبداللطيف محمدأمين موسى
إن الظلم والديكتاتورية والقهر والإرهاب بكافة أشكاله الفكرية والنفسية والجسدية، ومحاولات التصفية العرقية والقومية التي تعرض له الشعب الكوردي عبر مسيرته التاريخية ،وكل أنواع التآمر الدولي والإقليمي في أنهاء وجوده على أرضه الأصيلة كردستان عبر محولات التغير الديمغرافي أنما تظهر مدى الوهم الذي عايشته تلك الدول والأنظمة في سحق وإلغاء الإنتماء القومي ومحو الهوية الوطنية، والتي بكل تأكيد قُبلت بالرفض ومقاومة الظلم الذي تجسد في نضال الشعب الكوردي المتمثل بالحقبة البارزانية إلى الوقت الحالي. أن سير الأحداث يثبت من جديد أن قدر الكورد يعيد نفسه في التصدي للأوهام والمخططات التي تحاول الدول والأنظمة المتحكمة بمحاور الصراع العالمي والإقليمي في الشرق الاوسط عبر تحويل كوردستان الى جغرافية الصراع من أجل تنفيذ اجنداتهم، وكما أن الوهم الذي عاش فيه النظام البعثي في العراق في سحق الكورد عبر الأنفال قد لاقى الفشل من خلال مقاومة التشبث بالأرض في تسطير أبرع وأعظم أنواع المقاومة في أيلول وكولان وانتفاضة التحريروكسر أسطورة أعظم منظمات التطرف و الإرهاب في العالم من خلال القاعدة وداعش،وكذلك أفشال المشاريع المذهبية في عين عويس وبردى .أن جسد (مهسا) في كوردستان إيران التي تحولت إلى انتفاضة شاملة في التصدي لأوهام نظام الملالي في سحق إرادة الشعب الكوردي في جميع المناطق الكوردية،ولتشكل مقاومة الشعب الكوردي في كوردستان الشمالية عبر التشبث بالأرض إلى محطة أخرى غاية في الأهمية في كسر وتحطيم مكينة الأوهام التي حاولت الأعداء تسويقها في غرف أستخبارته المظلمة. لعل المحطة ألأكثر والأعظم أهمية في مقاومة الشعب الكوردي في كوردستان سورية في التصدي لكافة أوهام ومخططات النظام في دمشق والقوى والدول والأنظمة الدولية والإقليمية في تحويل كوردستان سورية الى ساحة صراع لتنفيذ مصالحهم ،وبلا شك تكمن الاسطورة في استمرارية الشعب الكوردي من خلال تواجده على أرضه رغم كل ما يتعرض له من تصفية وكافة أشكال الترهيب الفكري والنفسي والجسدي،وجميع محاولات التغير الديمغرافي والتطهير العرقي وإلغاء الهوية ،وأضعاف الإنتماء القومي الكوردستاني من خلال مقاومة الظلم والديكتاتورية ،وبل تعدى ذلك الى التطلع والنضال من أجل الحرية والسعي الى تحقيق حقوقه القومية عبر الإستفادة من الدعم والرعاية من المرجع الكوردستاني المتمثل في الرئيس مسعود بارزاني. أن اعظم أسطورة عرفتها نضال الشعوب المعاصرة صمود البطولي لجزء كبير من أهالي عفرين في مقاومة غرور وغطرسة وأستهتار وأوهام المليشيات القذرة وداعميهم في إفراغ عفرين وإلغاء كوردستانيتها عبر ممارسة شتى أشكال الإرهاب بكل أشكاله لتحقيق وهم أوحد الأ وهو إفراغ عفرين وأحداث التغير الديمغرافي ،وكما أن مقاومة الشعب في كري سبي وسري كانيه في التشبث بالأرض رغم الإرهاب والتصفية لتجسد مقاومة في التمسك بالأرض .أن الوهم الكبير يكمن بكل تأكيد في المؤامرة الكبرى على كوردستان سورية من قبل الدول الإقليمية والعالمية ومعهم سياسات دمشق في دعم تنفيذ مصالح تلك الدول عبر سكوتها وتجاهل الاستباحة على سيادتها المزعومة في ايعاز تلك الدول لوكلائها في المنطقة لتنفيذ أقصى أنواع الضغط في تهجير الشعب الكوردي عبر فرض سياسات الحصار والجوع وحرمان الشعب من مقدرات المنطقة الغنية بكل الموارد الاقتصادية الكبيرة ،وكذلك فرض أدلجة التعليم والتجنيد الإجباري وغياب كافة مقومات الصحة والتعليم وغياب الوعي مع عدم توفر الأمن لتتحول كوردستان سورية الى ساحة من أجل تجسيد وتمثيل حقيقي لصراع الأوهام في تنفيذ مصالحهم واجنداتهم على حساب الشعب الكوردي من خلال الاستراتيجية الروسي في الدعم اللامتناهي لدمشق ومحاولاتها في أعادة المنطقة الى ما قبل ٢٠١١ من خلال مصادرة الأزمة السورية لصالح ابتززها في البازارات السياسية ،وكما أن استعمالها الفيتو لمنع أي حلول لا تناسب مصالحها في إغلاق المعابر الإنسانية وعرقلة الحلول الدولية لتجعل من المنطقة رهينة أوهامها في تحويلها الى قلعة من قلاع النفوذ والأبتزاز بكافة أشكالها، وكذلك لتشكل الاستراتيجية الأمريكية الغير واضحة المعالم فيجعل كوردستان سورية رهينة محاربة الإرهاب وخطر بقايا الإرهاب كقنبلة موقوتة في سجون ومخيمات تجميع الإرهابيين من دون مشروع سياسي يدعم مستقبل المنطقة، وكما أن الوهم الإيراني في جعل كوردستان سورية عبر وكلائها رهينة سياستها الطائفية والمذهبية. في المحصلة، أن كافة الأستراتيجيات التي تحاول الدول والأنظمة المتحكمة بالشعب الكوردي في أجزاء كوردستان سوقها أنما تعتبر تجسيد لحرب خفية تكمن في الصراع على الأوهام في سحق الشعب الكوردي، وإلغاء هويته القومية وتصفيته الفكرية في تغير ديمغرافيته، ولكن ومع التجربة التي عايشها الشعب الكوردي هل تبقى إرادة المقاومة والنضال عنصر الصمود في كسر أوهام فرض سياسات محو الهوية القومية.