عمرإسماعيل
رغم أنه من الصعب جداً التنبؤ بما سيحصل في سوريا قريباً و لكن من المؤكد أن هناك خلط كبير في الأوراق يجري التحضير لها وراء الكواليس وتلك الخلط ربما يكون الهدف الأساسي منه هو إضعاف النفوذ الإيراني في المنطقة سواءً في سوريا أو لبنان إلى جانب إحداث خلل في موازين القوى في سوريا من شأنه أن يحدث تغييراً جذرياً في الملف السوري قريباً وخاصة الفراغ الذي تركته روسيا في سوريا خلال السنوات الماضية سمح لإيران بالتمدد بشكل أكبر في الكثير من المناطق السورية ومن الواضح أن الروس يبدو أنهم لا يملكون سوى خيار التراجع في سوريا والاتفاق مع الأطراف الدوليه وذلك بسبب حاجتها الماسة إلى التفرغ وزيادة التركيز على الملف الأوكـ.ـراني الذي بات بمثابة مـ.ـأزق كبير وضعت منفسها فيها من جهة ، ومن جهة أخرى الحفاظ على وجودها في سوريا كون روسيا تعتبر سوريا مركز نفوذها العسكري الاستراتيجي بالشرق الأوسط، ومنفذها البحري على المياه الدافئة، وأن دورها الاستراتيجي بسوريا منحها بعدا استراتيجيا، وأوراقاً رابحاً في علاقاتها مع كل من تركيا وإيران والولايات المتحدة وإسرائيل، وإن كانت بنسب متفاوتة
هذا بالإضافة إلى عقود إعادة الإعمار التي تقدر بأكثر من 300 مليار دولار. كلها أسباب تجعل من سوريا في نظر الروس، قيمة استراتيجية لا بد من الحفاظ عليها، وغنيمة لا يمكن التفريط فيها وروسيا تدرك جيدآ كيف ان نظام الأسد يلعب على حبل التوازنات بين موسكو وطهران، لكن المتغيرات الجديدة قلبت جميع الموازين، وجعلت روسيا تعيد حساباتها في سوريا وتدرك أن أي تغيير في تركيبة النظام في دمشق، لا بد أن ينال موافقة الأطراف الضامنة في سوريا، روسيا وواشنطن وتركيا وإيران المنتشرة على الأراضي السورية ويبدو أن الموقف الأمريكي الأخير من النظام والدعوه إلى عدم التعامل معه من قبل المجتمع الدولي واعلانه الصريح لأول بأنه نظام مجرم يجب محاسبته بالاضافة الى توزيع قواته والتمركز العسكري في شمال شرق سوريا وجنوبها دليل واضح ان المرحلة الاتتقاليه في سوريا قادمة وأعتقد كل ما ذكرناه والمؤشرات تدل على ان سوريا أمام تحضيرات لمرحلة جديد لإنهاء معاناة الشعب السوري الطويله والمعقدة وإنهاء حكم هذه العصابات على أرض سوريا وشعبها. .
