أمريكا متفرجه في سوريا أمام كل الانتهاكات.


عمر إسماعيل


قلنا سابقا إن تقييم السياسة الأمريكية في سوريا ليست كمان في العراق او غيرها من مناطق النزاع كما تسرعت في عملية الإنسحاب الأمريكي العسكري من أفغانستان او اتخاذ قرار ضرب النظام العراقي واسقاطه دون الاهتمام بمواقف الدول الأخرى وفي المقابل أن روسيا وإيران تضعان منذ آذار ٢٠١١ كل ثقلهما وراء نظام السوري، وامريكا متفرجه لاتفعل شيئاً سوى دعوة حلفائها الأوروبيين والأتراك والخليجيين للتصدي لهما كأنها تمارس سياسة الأيدي المرفوعة في سوريا وفوق هذا وذاك تتحرك احياننا لفتح مفاوضات مباشرة مع إيران فيما تمارس النظام الملالي في إيران المزيد من سياسة التصلب والتصعيد في كل أرجاء المنطقة، من مضائق دمشق وحلب إلى كل المناطق الكردية في سوريا واستمرار قصفها لاقليم كردستان وآخرها مسرحيه قصف إسرائيل والتي باتت فضيحة سياسية وعسكريه في وقت ينتظر كل الشعب السوري ويتطلعون إلى بوادر حلول في المنطقة التي تعاني الويلات على أيدي العصابات دون اكتراث المجتمع الدولي إلى كل ما يتعرض له الشعوب من المجازر والدمار والإرهاب المنظم. السؤال هنا هل دخلت أمريكا والمجموعة الأوربية إلى مرحلة انحدار تاريخي ولم تعد قادرة على مواصلة سياسة التمدد الإستراتيجي بوصفها القوة العظمى الوحيدة في العالم تبدو بالفعل أنها في حالة انحدار نسبي وبينما محور الروسي الإيراني واجنداتها في حالة صعود. يبدو ان الإدارة الأمريكيه الحاليه تحاول وتحذو حذو كل الإدارات الأمريكية السابقة لحقبة الحرب الباردة التي لم تكن تتدخل في الحروب والصراعات إلا بعد أن تستنزف الدول الأخرى نفسها فيها وإلا بعد أن تجد أمريكا مصلحة لها في التدخل كما حدث في الحربين العالميتين الأولى والثانية، وحتى في حرب فيتنام التي لم تخض الولايات المتحدة غمارها إلا بعد أن انهزمت فرنسا أمام الحركة الشيوعية العالمية.بالاضافة إلى أهداف أخرى تتعلق بتسوية أوضاعها الإقتصادية الداخلية والتركيز على منطقة وتريد وقف حربها المباشرة على الإرهاب أو الإسلام المتطرف، وإلقاء مسؤولية ذلك على الأطراف الإقليمية والدولية المعنية أو التي لها مصلحة في هذه الحرب.
ويمكن القول بكثير من الإطمئنان أن السياسة الأمريكية المنتهجة إزاء سوريا والتي تعتمد الآن على بريطانيا وتركيا والسعودية وقطر تغيير حسابات النظام السوري الفاقد للشرعية منذ ٢٠١١ واستمرارها في عمليات الابادة والتهجير وحروب الوكاله من خلال إعطاء صلاحيات للعصابات لممارسة جميع أشكال العنف وخطف المناضلين وحرق المكاتب وفرض الضرائب الباهظه والتدخل في تفاصيل حياة المواطنين الأصليين وتحكم العناصر الدخيله والغريبه عن المجتمع السوري في مصيرهم بأفكار غريبه لإنهاء الأمن والأمان والقضاء على التعليم والصحه حتى باتت سوريا ساحة تصفية كل الحسابات الدولية الإقليميه أمام انظار ومقرات ومكاتب الأمم المتحدة وأمريكا التي لم تفعل شيء سواء بعض تصريحات وبيانات خجوله لا تستحق النظر فيها وقرائتها.

KDC

مجانى
عرض