تشير دراسة، أجرتها منظمة الصحة العالمية ونشرت في مجلة World Psychiatry، إلى أن دورة المساعدة الذاتية للاجئين الذين يعانون من ضغوط نفسية يمكن أن يكون لها فعالية في منع ظهور اضطراب عقلي.
انخفضت احتمالية الإصابة باضطراب عقلي بأكثر من النصف لدى اللاجئين الذين شاركوا في دورة تجريبية متخصصة أقامتها منظمة الصحة العالمية عام 2020 في تركيا. الدورة تعرف باسم Self-Help Plus أو اختصاراً (+SH) وخضع لها النصف مما مجموعه 642 لاجئاً بالغاً، معظمهم من سوريا، ويتحدر باقي المشاركين من العراق والأراضي الفلسطينية واليمن.
حصل نصف المشاركين على (+SH) إلى جانب الرعاية المعززة Enhanced Care As Usual (ECAU)، المكونة من دعم اجتماعي يقدم بشكل روتيني إلى جانب الرعاية، في حين حصل النصف الآخر على الرعاية المعززة فقط.
وبحسب ما نشره موقع مهاجر نيوز، فإن بعد مرور ستة أشهر على هذه التجربة، اظهر أولئك الذين تلقوا (+SH)، أنهم “أقل عرضة لتحقيق معايير الاضطراب العقلي، وذلك بعد متابعة وضعهم على مدار ستة أشهر” من أولئك الذين تلقوا الرعاية المعززة فقط. في الواقع، وجدت الدراسة أنه في مجموعة (+SH) أظهر أقل من 22 في المائة من المشاركين علامات اضطراب عقلي بينما في المجموعة التي خضعت إلى الرعاية المعززة فقط، فقد ظهرت على حوالي 41 في المائة من المشاركين علامات اضطراب عقلي.
ووفقاً لبيان صحفي صادر عن منظمة الصحة العالمية، كان متوسط عمر اللاجئين المشاركين في هذا التجربة، 31 عاماً وكان حوالي 63 في المائة من المشاركين من النساء. توضح منظمة الصحة العالمية أن “دورة (+SH) تقوم على العلاج عبر التقبل والالتزام، وهو شكل من أشكال العلاج السلوكي المعرفي”.
تم إجراء الدورة نفسها من خلال دورة صوتية مسجلة مسبقاً مع ميسرين غير متخصصين للمجموعات. كما تم توزيع كتاب مصور للمساعدة الذاتية على المشاركين. ساعدت المواد الصوتية اللاجئين على إيجاد طرق لإدارة التوتر النفسي ووجهتهم من خلال مزيج من التدريبات الفردية والمناقشات الجماعية الصغيرة.
عُقدت الدورة على مدار خمس جلسات مدة كل منها ساعتان. قال الميسرون إن الدورة قللت من احتمالية الإصابة بمجموعة من الاضطرابات العقلية المختلفة، بما في ذلك الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة النفسية، واضطراب القلق.
وقالت الدراسة إن أولئك الذين خضعوا للدورة التجريبية (+SH) “أظهروا تحسناً في أعراض الاكتئاب، والنتائج النفسية المحددة ذاتياً، ونوعية الحياة في متابعة دامت مدة ستة أشهر”.
ونظراً لأنه يمكن تقديم المساعدة إلى مجموعات أكبر نسبياً من قبل الميسرين الذين لا يحتاجون إلى الكثير من التدريب المتخصص لإدارة الدورة، تأمل منظمة الصحة العالمية أن يتم تقديم (+SH) إلى مجموعات أخرى من اللاجئين والمهاجرين وطالبي اللجوء الذين قد عانوا من ضغوط نفسية مماثلة خلال رحلة لجوئهم أو قبل ذلك.
من جهة أخرى حذرت منظمة الصحة العالمية من أنه ينبغي تقديم (+SH) بما يتماشى مع أشكال الدعم الاجتماعي والبدني والنفسي-الاجتماعي الأخرى التي تعالج أسباب أي مشاكل عقلية قد يعاني منها هؤلاء الأشخاص.
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أنه في عام 2020 كان هناك 80 مليون نازح في العالم. ويعد أكبر رقم منذ الحرب العالمية الثانية. 26 مليون من هؤلاء الأشخاص أُجبروا على الفرار من بلادهم بسبب العنف أو الاضطهاد. 6.6 مليون منهم سوريون وحوالي 3.6 مليون من اللاجئين السوريين يعيشون في تركيا.