في هذا اليوم تحل الذكرى الثامنة عشرة للإنتفاضة العارمة للشعب الكردي في سوريا ضد السلطة القمعية الحاكمة، تلك الإنتفاضة التي جاءت رداً على الفتنة المدبرة التي خططت لها الأجهزة الأمنية لكسر شوكة الشعب الكردي، لكنها جابهت نتيجة عكسية.
في مثل هذا اليوم، سمحت الأجهزة الأمنية بادخال الحجارة وصور المقبور صدام حسين عبر جمهور فريق الفتوة القادم من محافظة ديرالزور وإطلاقهم لشعارات تمجد بالبعث وتوجه الإهانات للرموز الكردية أمام صمت مطبق من عناصر الأمن في ملعب قامشلي، الأمر الذي لاقى اعتراضاً واستهجاناً من الجمهور الكردي لفريق الجهاد الذي لم يقبل تلك الإهانة، ومن ثم اندلعت أعمال شغب وإطلاق عدد كبير من الحجارة التي جلبها جمهور الفتوة، لتتوسع الأحداث إلى خارج الملعب وتدخل الأمن باطلاق الرصاص الحي على المدنيين، الأمر الذي أدى إلى استشهاد عدد من الشبان الكرد وإصابة العشرات واعتقال المئات، وفي اليوم التالي وأثناء تشييع الشهداء تحولت مراسيم التشييع إلى إنتفاضة شعبية واتسعت لتشمل كافة مناطق التواجد الكردي حتى وصلت العاصمة دمشق، كما شملت التظاهرات الداعمة مدناً كثيرة في الأجزاء الأخرى من كردستان وعواصم أوروبية وعالمية، وأجبرت هذه الإنتفاضة رئيس النظام السوري بشار الأسد نفسه بأن يعترف بوجود الشعب الكردي في سوريا لأول مرة، ولو لفظياً.
لقد كانت انتفاضة 12 آذار مثالاً حياً لوحدة الشعب الكردي في المحن، ودرساً هاماً للأنظمة القمعية بأن إرادة الشعوب الطامحة للحرية لن تموت، بالرغم من استشهاد العشرات، و إصابة المئات، وإعتقال الآلاف.
عاشت ذكرى انتفاضة 12 آذار 2004
المجد والخلود لجميع شهداء الكرد والحرية
كونفدراسيون الجالية الكردستانية
12- آذار – 2022