لم يعد الطلاق بالنسبة للأزواج السوريين والذي يأتي بعد الحرب، الهروب وطلب اللجوء نادرا. فالحياة في البلد الجديد تُغيرهم.
امرأتان من حلب مرتا بهذه التجربة.
عندما طرحنا هذا السؤال اهتز فنجان القهوة في يد ناديا نعساني: لماذ قررت أنت وليس هو الرحيل؟، لأنه أكثر شجاعة. نظرت ناديا نعساني بعيدا عن فنجان القهوة الملون برسمة شمس. الأم تفتقد الشمس السورية، البنت رسمت لها شمسا مع قلب على الفنجان. بقيت بعيدة عن ابنتها أكثر من ثلاث سنوات. فناديا نعساني، بمعزل عن زوجها، قررت عام 2015 التوجه من تركيا، حيث قضت العائلة عامين، إلى ألمانيا.
عاشت منفصلة عن زوجها أكثر من ثلاث سنوات أيضا بشكل إجباري. اختارت وحدها المخاطرة بعبور البحر المتوسط، لم ترد أن يخاطر زوجها ولا ابنتها البالغة من العمر حينها عامين ونصف.
تعيش مع طفلتها اليوم في منزل في مدينة دوسلدورف. غرفة أطفال كبيرة للابنة وللقطة الصغيرة. غرفة معيشة فيها سرير ناديا نعساني أيضا. زوجها لم يعد يعيش معها. لقد انفصلت عنه، لكن هذه المرة باختيارها.
أنا إنسان لي أحلام ورغبات
سارة سواس، تريد على عكس ناديا، إخفاء شخصيتها. لاترغب بقراءة اسمها الحقيقي في هذا المقال. هي أيضا شقت طريقها مع ستة أطفال، ابنها وخمسة من أولاد أختها التي كانت تعيش في ألمانيا، لوحدهم عام 2015. كان قرارها أن تغادر حلب. “زوجي رفض المغادرة، كان يخاف” تقول سارة سواس. “عرفت أن الطريق لن يكون سهلا. ولكنني إنسان لي أحلام ورغبات. لا أريد فقط أن آكل وأنام، لم أعد أطيق أن أجلس هناك وأسأل نفسي: هل سنعيش حتى الغد أم سنموت الآن؟”
هذا ما تقوله في يوم أحد في شهر كانون الثاني في شقتها. كانت ألوان الأريكة متناسقة مع الطاولة. آلة “الاسبريسو” كانت تصنع القهوة. لغتها الألمانية كانت خالية من الأخطاء.
في حلب حصل أول انفصال لها عن زوجها. لحق بها لاحقا وانضم لها وللأولاد في اليونان. تطلب الأمر في البداية وصولها إلى ألمانيا، الوقت الذي أمضته في قاعة رياضية (مخصصة لاستقبال اللاجئين) وإدراكها أن زواجها لن يتحسن مع طفلها الثاني الذي كانت حاملا به دفعها لإجهاض الطفل وطلب الطلاق لاحقا.
الحياة في ألمانيا غيرتها
عندما تحكي “ناديا نعساني”، عمرها 40 عاما، و “سارة سواس”، عمرها 35 عاما، عن زواجهما في سوريا، يبدو الأمر مختلفا جدا. نعساني تقول: “كنت أستطيع الوثوق به أكثر من أي إنسان آخر.” في حلب عملت كمديرة للعلاقات العامة. ومع اندلاع الحرب بدأت بالاشتراك مع زوجها ومعارفها بمحاولة العمل ضد النظام. سارة سواس، التي درست في سوريا علوم التربية والاجتماع، تقول: “كنت منذ البداية غير راضية عنه.”
ولكن قصة الامرأتين تتماثلان في فصل من فصولهما. بعد أن تركتا بلدهما وأصبحتا في مأمن، بعد أن سُمح لهما بالبقاء في ألمانيا، بدأتا حياة من دون زوجيهما. سارة سواس وناديا نعساني هما مثالان لكثير من السوريات انتهت حياتهم الزوجية في البلد الجديد. الحياة في ألمانيا غيرتهم. ولكن رحلة اللجوء تترك آثارا أيضا
من يريد مغادرة تركيا معي؟
أعداد الرجال الذين وصلوا عام 2015 إلى ألمانيا ربما تفوق أعداد النساء. ولكن نساء كثر أيضا امتلكن الشجاعة لتغيير حياتهن. بدأت القصة بالنسبة لناديا نعساني بمجموعة على تطبيق واتساب انضمت إليها في تركيا. “في هذه المجموعات يتبادل المرء معلومات عن الطريق: لا تقفز في هذا النهر، أو لا تقرب هذا الطريق، نصائح من سوريين لسوريين آخرين.” في إحدى المرات كتبت نعساني: من يرغب بمرافقتي إلى خارج تركيا؟. “هكذا عثرت على مجموعتي. كانوا جماعتي، لمدة معينة كانوا عائلتي.” تقريبا 30 شخصا كانوا ضمن المجموعة, من بينهم الكثير من الرجال، أحدهم كان مع ابنته, آخر مع زوجته. إحدى النساء كانت كما نعساني بلا أقارب. ” في ذلك الوقت تعلمت شيئا عن نفسي، أنني لم أفقد أبدا حس الفكاهة.” عندما علقت في اليونان ولم يكن لديها إلا خيمتها على الشاطئ، قالت: “هذا ما لم أكن أنتظره في التخييم.” حتى اليوم تضحك على هذه العبارة.
لم يكن قرار ترك عائلتها الحقيقية سهلا. ” لا أحد فهم حينها. كلهم سألوا: أي أمّ تفعل هذا؟ ولكنني كنت أعرف أنني أقوم بهذا من أجل ابنتي وأنني لو لم أكن شخصا عمليا وقاسيا على نفسه فسوف أشعر بالندم بخصوص ابنتي بعد عشر سنين.”
هربت سارة سواس بعمر 29 عاما مع ابنها وخمسة من أبناء أشقائها وشقيقاتها. في طريقهم قامت بالتقاط صور: الأولى في ملعب للأطفال في تركيا، الأطفال كانوا يلعبون بالأرجوحة، هي وأبناء شقيقتها ينامون على العشب وهم ينتظرون جميعا في محطة قطار. “لقد أصيبوا بالقمل في وقت ما.” تطلب الأمر وقتا حتى وجدت سواس في تركيا شخصا تثق فيه بشكل كاف حتى ينقلها مع الأطفال في قارب مطاطي عبر البحر. “جلبت معي سترات انقاذ وإطارات للعوم على سطح المياه، لا يعرف المرء ما قد يواجهه.”
“كان لدي خوف رهيب على الأطفال”
كان علينا انتظار قدوم القارب من الساعة السادسة مساء حتى الثالثة صباحا. عندما وصل أخيرا وركض كل المسافرين إليه، بقيت سواس مع الأطفال على اليابسة. “لم يكن بمقدورنا الركض بهذه السرعة، لم أكن لأنجح في هذا مع ستة أطفال، لقد توجب علينا أيضا الركض لمسافة ما داخل الماء.” انتظروا حتى جلس الجميع ثم انطلقوا. “لم نتمكن من الجلوس قرب بعضنا. كان لدي خوف رهيب على الأطفال، لم يكن لديهم أحد سواي. لحسن الحظ ناموا جميعا فلم بكن بمقدورهم التحمل أكثر من ذلك.”
تبكي سارة عندما تشرح كيف وصلوا الضفة في اليونان وكيف خاف ابن أخيها من حرس الحدود: “أرجوكم دعوني أذهب إلى أمي، اشتقت إليها جدا.” كانت قد علمت الأطفال مسبقا بألا يقولوا أنها ليست أمهم. “علمت أنهم سيأخذون الأطفال مني.” في مقابلة في جزيرة ساموس قال مترجم من شمال إفريقيا أنه لا يعتقد أنها يمكن أن تكون أما لطفل عمره 15 عاما. ” سألته عندها: هل تعرف حلب؟ فأجاب بلا، فقلت له: تماما، عندما لاتعرف حلب فلن تعرف أن هناك بنات يتم تزويجهن بعمر تسع سنوات.”
بداية حياة ذات قرار مستقل
في أثينا التقت بزوجها مجددا. ضغط الأهل لإعطائه فرصة أخرى. سافر إليها لكن سواس تقول: “لقد كان كما هو دائما، لا يمكن الوثوق به. كان علي الاهتمام بكل شيء بالنسبة له ولرجلين آخرين تعرف عليهما خلال الرحلة.” تبع ذلك رحلة عبر طريق البلقان، جزء منها قطعوه بمساعدة مهربين. ثلاث ليال مرعبة في بيت مع الكثير من الناس مترافقة مع الكثير من التهديد بأن ال 1800 يورو التي دفعوها ثمنا للرحلة لا تكفي. في وقت لاحق وصلوا إلى غلادبيك حيث تعيش شقيقتها. سارة سواس وزوجها وابنها حصلوا على مكان في قاعة للرياضة في دوسلدورف.
المحامية البرلينية نجاة أبوقال مختصة في شؤون العائلة وتعرف الكثير من حالات الطلاق التي حصلت بعد اللجوء. ليس لديها تفسير لوجود الكثير من السوريين بين هذه الحالات. والآن بعد مرور بعض السنوات تتزايد أعداد الرجال ممن يرغبون بالطلاق. في الأعوام بعد 2015 كان هناك عدد كبير وسطيا من النساء السوريات يذهبن إلى مكتب المحاماة بعد أن قررن ترك الزوج. “بدأ هذا فور وصولهن، في عام 2016 كان هناك الكثير منهن.” بالنسبة لكثير من النساء كان هذا طريق الخلاص من العنف المنزلي وبداية لحياة ذات قرار مستقل.
الانفصال قبل لم شمل العائلة يعتبر غالبا نقطة حاسمة لاتخاذ القرار. “في هذا الوقت تعلمت النساء كيف يتغلبن على المصاعب سواء كان هذا في سوريا، تركيا، اليونان أو ألمانيا. تعلمن الحياة من دون الرجل. الانفصال لم يكن مقصودا، لكنه حصل وكان له تأثير.”
بالنسبة لناديا النعساني كان هذا يعني أنها لن تتمكن عبر ثلاث سنوات من رؤية زوجها وابنتها الا عبر الشاشة، فيما كانت تحاول أن تجد لنفسها موطئ قدم في البلد الجديد. “لم يكن الأمر سهلا دائما. عندما تكون هناك مشكلة ما، لم نستطع ببساطة الحديث حولها، على الرغم من إحساسنا كلينا بعدم الراحة حول هذا.” مع الوقت كان زوجها يظهر بشكل أقل في مواعيد اللقاءات عبر الفيديو. “كان يلوح بيده بسرعة أمام الكاميرا، مرحبا أن أغسل الغسيل حاليا، أو مرحبا أنا أطبخ الآن، ثم يتركنا مع ابنتي لوحدنا”، تقول نعساني. “فعليا كان في هذا الوقت يغسل ويطبخ، ولكن بهذه الطريقة بدأنا نعرف القليل عن بعضنا.” نعساني كان عليها أن تكافح في تعلم اللغة الجديدة. وكانت تحس بعدم الأمان، فقد حصل كل أفراد المجموعة التي قدمت معها إلى ألمانيا على موعد مع إدارة الهجرة واللجوء. كانت لا تزال تنتظر خبرا.
كان يبقى دائما في المنزل
سارة سواس عاشت ذلك الوقت مع زوجها، لكن الاثنين كانا يتأقلمان بشكل مختلف في البلد الجديد. هي حاولت، بعد أن لم تجد أي حل آخر الا إجهاض ابنها، أن تعثر بشكل سريع على عمل غير قانوني في صالون للحلاقة. “قلت لنفسي أنني سأعمل في التنظيف، أو أي شيء، المهم أن أتعلم الألمانية، لم أتمكن حينها من فعل شيء.” عندما تم الاعتراف بها لاحقا كلاجئ، تمكنت من حضور دورات لغة, نجحت في المرحلة الأولى والثانية B1و B2، حصلت على فرصة تدريب مهني في مأوى للاجئين وعلمت هناك كمترجمة. اليوم تعمل في هيئة الشؤون الاجتماعية. وزوجها؟ ” كان يبقى دائما في المنزل يشاهد القنوات العربية.” عندما وصلت سواس للمرحلة المتقدمة في اللغة C1 لم يكن زوجها قد تمكن حتى من النجاح بمرحلة B1. في وقت ما بدأ يكرهني لأنني كنت أترجم له ولأن الناس لم يصدقوا أننا وصلنا ألمانيا سوية. كأنوا يسألون إذا ما كان قد وصل عبر برنامج “لم الشمل العائلي”. هذه العبارة كان يفهمها.
عالمة النفس الاجتماعية بيتا بيرافان تعمل مع جامعة دويسبورغ على مواضيع السير الذاتية للمهاجرين وسلوكيات الدور. تدرك هي أيضا أن الزيجات المعقودة في الشرق الأوسط تنتهي بالطلاق في ألمانيا، الذي يتم طلبه من قبل الزوجة. “الواجبات المُنتظرة من قبل الزوجة في هذه الثقافات عادة ما تكون مختلفة تماما تقليديا عن واجبات المرأة في ألمانيا.”، تقول بيرافان . “في العائلات ذات التوزيع التقليدي للأدوار يُعتبر جنس الإنسان عبئا عليه. هذا يعني أن المرأة تٌعتبر أقل من الرجل في كل النواحي.” وعلى عكس هذا هناك الكثير من العائلات التي تتمتع بتوزيع عصري للأدوار، كعائلة ناديا نعساني. “ولكن عندما يصلون تُلاحظ النسوة أن لديهن المزيد من الحقوق وأنهن يؤخذن على محمل الجد.”
الرجال يواجهون صعوبات بشكل متكرر
تسير عملية الاندماج بالنسبة للنساء بشكل مختلف تمام عن الرجال. النساء يعتبرن القيم والأعراف الجديدة فرصة. الرجال على عكس ذلك يعانون من صعوبات في ذلك. تقول عالمة علم النفس بيرافان التي ترعرت في إيران وطلبت الطلاق من زوجها هناك بعمر 20 عام: “من اليوم الذي يولدون فيه يعتادون أن تتم العناية بهم.”
فالرجال لديهم بشكل تقليدي دور المُعيل. “عندما يصل هؤلاء الرجال إلى ألمانيا ويلاحظون أنه لا يُسمح لهم في البداية بالعمل وفي النهاية يكسبون دخلا هو الثاني بعد دخل المرأة، كل هذا يُعتبر مشكلة بالنسبة لهم.”
هنّ عمليات، حساسات، ذكيات. أيضا بفضل هذا الصفات نجحت ناديا نعساني وسارة سواس في بناء حياة في ألمانيا. اعتبرت النعساني الحجاب منذ وقت طويل كوسيلة للوصول للهدف. ” في سوريا وأيضا في تركيا ارتديت الحجاب لسبب وحيد وهو لكي لا أُلفت الانتباه. احتفظت بهذه العادة لفترة حتى في ألمانيا. حتى نبهني أصدقائي أنه غير ضروري على الإطلاق.” عندما تعترضها عوائق تبحث عن حلول. “أعتاد على حساب كل شيء زمنيا. هذا المشكلة ستكلفني شهورا كثيرة، أو ربما سنوات كثيرة.”
عندما كان لا يزال من غير الواضح سبب عدم وصول أي خبر من إدارة الهجر واللجوء حتى الآن لتحديد موعد لجلسة الاستماع بشأن طلب اللجوء، وقفت أمام المكتب الفرعي الذي عُهد إليه بقضيتها. تعمدت إثارة جدال مع أحد الموظفين ، لكنها بقيت ودودة بدرجة كافية دفعته لقبول فتح ملفها. عثر على سبب تعثر ملفها: فُقد جواز السفر وكان لا يزال في مركز الاستقبال الأولي للاجئين. “أسعد نزاع في حياتي”
وهكذا بدأ كل شيء: تمت الموافقة على طلبها لمدة عام، استطاعت رسميا حضور دورات لغة والعثور على عمل، ولكنها لم تتمكن من البدء في عملية لم شمل العائلة. رفعت دعوى وحصلت في النهاية على إقامة ثلاث سنوات، مكنتها من جلب طفلتها وزوجها إلى ألمانيا.
فقط هي التي حققت هدفها بعد جهد طويل
حدث شيء آخر خلال هذا الوقت: كان لدى زوجها شكوك فيما إذا كان يريد حقا المجيء. وافق على ذلك وانتهى به الأمر مع ابنته في مطار دوسلدورف. كانت الأشهر الستة الأولى على ما يرام. “لكنه سرعان ما وجد اللغة معقدة للغاية.” بالإضافة إلى ذلك، تعلمت نعساني ، التي تعمل الآن كمحاسبة، الكثير بفضل الخبرة التي اكتسبتها. “كان من الصعب عليه أن تكون لدي آرائي وخبراتي حول كل شيء. وبالطبع، قد يكون ذلك مزعجا عندما تسمع ذلك مرارا وتكرار.”
وهكذا تبدو الأمور: لقد عاش كلاهما تجربة اللجوء ، ولكن بعد مجهود طويل هي فقط التي حققت هدفها، حيث جلبت زوجها وطفلها إلى هنا. من ناحية أخرى، كان على زوجها بذل جهد جديد بعد فترة طويلة من الحرمان في تركيا وكان عليه أولاً الوصول إلى ألمانيا. وجد وظيفة في شهر آب الماضي. لقد ترك المنزل في نفس الأسبوع. تقول نعساني: “في غضون يوم واحد كنا منفصلين”. كانت صدمة في البداية. لكنه أفضل للجميع “. كما هو الحال مع الأزواج: حتى صغائر الأمور تسبب ضغوطا على العلاقة. تقول نعساني: ” كان الموبايل في المكان الخطأ على الطاولة وتصاعد الموقف.”
“لم يفهم”
تحكي سارة سواس كيف تملكت زوجها في مرحلة ما فكرة أنه كان يشاركها بدفع الضرائب لأنها ،وهي التي تكسب أكثر، حصلت بسببه على فئة ضريبية مختلفة على الورق. “لم يفهم”. تعمل 43 ساعة في الأسبوع. أصبحت قضية الطلاق خلف سارة سواس منذ عدة أشهر. “قلت دائمًا إنني سأبقى مع زوجي من أجل ابني”. في مرحلة ما أدركت أنها بدونه يمكنها أن تطلب المساعدة من الآخرين.
تقول عالمة النفس الاجتماعي بيتا بيرافان: “يمكن أن تؤدي خبرة العيش في بلد جديد أيضا إلى إدراك أن هناك العديد من الخبرات الأخرى التي يجب المرور بها”. نادرا ما تتغير العلاقة بين الرجل والمرأة. من ناحية أخرى، هناك العديد من الفرص المتاحة للمرأة هنا. وهم يعلمون أنه يمكنهم توقع الدعم.”
“هنا يمكنني كامرأة أن أعمل بشكل مستقل”
هل الطلاق بعد اللجوء نتيجة منطقية؟ تقول بيرافان: “إذا كانت العلاقة مبنية على الحب والثقة، وإذا كان زواجا صحيا يتم فيه تحديد الأدوار بوضوح بحيث يكون كلاهما راضٍ، فلدى هذه العلاقة فرصة للاستمرار”. ” أما إذا كان السبب الرئيسي لعقد الزواج هو الحفاظ على التقاليد، أي الزواج من أجل الزواج وإنجاب الأطفال، وإذا أحس المرء بعد ذلك في ألمانيا أن الشريك لا يمكنه التأقلم مع الظروف الجديدة ، فإن استمرار الزواج غير مؤكد.”
هل غيرهم الوداع ، الرحلة ، الحياة الجديدة؟ تقول سارة سواس: “ربما كل هذا جعلني أقوى”. “هنا يمكنني أن كإمرأة أن أعمل بشكل مستقل، في سوريا هذا غير ممكن”. الطلاق ممكن في سوريا من حيث المبدأ، لكنه مقبول بالكاد من قبل المجتمع. .
تقول نادية نعساني: “الأشخاص الذين مروا بهذه الظروف لم يعودوا أولئك الذين عاشوا في سوريا في ذلك الوقت”. “لم نعد كما كنا في تركيا”. جسديا ربما وصلوا منذ فترة طويلة. “لكننا نحتاج أيضًا إلى وقت للوصول إلى هذه الحالة الجديدة.”